رسمي محاسنة : لمصلحة من تجميل الشخصية اليهودية في الدراما العربية ؟.

مكتوب بواسطة
  • منذ 4 سنة
  • 701


رسمي محاسنة : لمصلحة من تجميل الشخصية اليهودية في الدراما العربية ؟.

في مقال مطول كتب الكاتب الأردني رسمي محاسنة عن مسلسل حياة الفهد سيدة الشاشة الخليجية كما اطلقوا عليها أم هارون اليهودية الانسانة وهارون الشخصية الذكورية بالمسلسل تسائل عن المصلحة التي تم تحصيلها من وراء تجميل الشخصية اليهودية بالعالم العربي  وراهن الكاتب على وعي المواطن العربي … بمقاطعة مشاهدة المسلسل .. ؟

كتب رسمي محاسنة :

بعيدا عن الغضب ” المشروع” بعد الاعلان عن مسلسل تلفزيوني عربي على شاشة عربية، سيعرض في شهر رمضان الكريم، بعنوان” ام هارون” من بطولة الفنانة الكويتية “حياة الفهد” وآخرون،وهي أيضا مشاركة في الانتاج، فانه يقفز للذهن سؤال ” لمصلحة من؟ ولماذا هذا التوقيت؟ وهل هو استكمال الثلاثية “حارة اليهود – مصر، وباب الحارة – سوريا”؟.

“ام هارون” عن يهودية عاشت في الخليج،بكل مافي هذا التعايش من اشتباكات اجتماعية في تلك الفترة، وبكل ما يترتب على هذا” العيش” من تبعات “مواطنة” وحقوق،واعطاء الصهاينة هدية ثمينة، وهم الذين يبحثون عن اي مدخل مهما كان مواربا، ومشكوك فيه،وان عملا مثل” أم هارون” سيجد فيه الصهاينة فرصة للبحث عن وثائق ملكية، وقبور، واسواق وشجرة نسب، الى غير ذلك من الفبركات، والأكاذيب التي هي منهج حياتهم، والتي استنادا لها أقاموا كيانهم الصهيوني.

في لقاء معها تقول” حياة الفهد” ان من حق الأجيال العربية الجديدة، ان تعرف كان هناك” كذا”، ترى ماهو هذا ال”كذا “؟؟؟؟ الذي يبدو أنها لا تجرؤ ،او تتردد، او تخجل من التصريح باسم” اليهود”، وتزيد على ذلك، بانها لم تحدد هوية المكان، وجعلته مفتوح على التخمين، وتضيف لنا معلومة بريئة بقولها ان هؤلاء ال” كذا”، كانوا موجودين في كل الدول العربية

وحتى لا يخرج علينا أحد بتبريرات لا يوجد لها اي سند، بالفصل بين”اليهودية..والصهيونية”،أو الانتظار حتى مشاهدة المسلسل، فإن منطق الصراع العربي – الصهيوني، مسؤولية الفنان تجاه نفسه، وتجاه فنه، وجمهوره، ووطنه، لا يسمح اطلاقا لبعض المروجين، بالاختباء خلف اصبعهم، لأن الشواهد كلها تقول بأنه لا فرق، فاليهودي الذي لا يقيم في فلسطين، هو داعم ماليا ومعنويا واعلاميا للكيان الصهيوني، إلا قلة قليلة ، لا يعتد بها – مع التقدير لموقفهم- لأنهم لا يشكلون قوة ضغط حقيقية،امام لا اخلاقية البقية .

ان هذا العمل،وبدون مواربة هو أكثر خبثا من التطبيع بأساليبها التقليدية، لانهم يستخدمون وسيلة سمعية بصرية، تؤثر على الجمهور، وتتسلل الى وجدان المتلقي بسهولة،وبنفس أساليب السينما الصهيونية، باستدرار العطف على اليهود، وانهم اصحاب حق،لذلك فإن تقديم شخصيات يهودية في الدراما العربية، لايدافع عنه الا من غادر، او ينوي المغادرة الى الطرف الاخر، خاصة في ظل الإحباط والانقسام والتشظي،وبالتالي نزع وهج الصراع مع الصهيوني المحتل، والقبول به كشريك على حساب القضية الاكثر وضوحا في العالم، قضية لاتحتمل وجهات النظر،وان الادعاء بالتعرف على الآخر،هي دعوة للقبول بالواقع الحالي المرفوض شعبيا،وتوطئة للقبول بصفقة القرن والمشاريع الصهيونية.
أقول لصانعي هذا المسلسل، الذي تقول بطلته، انها تريد التغيير من نمطية الدراما الخليجية،ان ماتقومون به، هو مثل ما قام به ذلك الجندي، بفتح ثقب في جدار الحصن،وانكم تعرضون بلدانكم الادعاءات التوراتية الكاذبة، وتعطون اعداء بلادكم ورقة مجانية، فعندما تم احتلال العراق، كانت واحدة من اولى مهام “الموساد” الحصول على وثائق ملكية اليهود العراقيين، وحصلوا فعلا عليها من خلال بعض من هم في السلطة الآن هناك.ليعودوا لاحقا يطالبون بمليارات مزعومة من حق اليهود.

ان عرض مسلسل يتواطأ مع العدو الصهيوني، على منصة لها مشاهديها، هو خطوة مجانية يقفزون بها ببلدانهم نحو مجهول لا احد يعرف نتائجه.وان العبث بالزمان والمكان ، هو محاولة بائسة، للتمويه وتمرير أفكار خبيثة تحت عنوان الفانتازيا.

الرهان الآن على المشاهد العربي، بمقاطعة القنوات التي ستبث هذا المسلسل، حتى يلقى نفس مصير نصوص صفقة القرن التي قذف بها الاستاذ “مرزوق الغانم”،رئيس مجلس الامة الكويتي في سلة الزبالة.لاننا امام عدو لاخيار لنا امامه الا المقاومة من جيل الى جيل، حتى تتطهر فلسطين منه تما


رسمي محاسنة : لمصلحة من تجميل الشخصية اليهودية في الدراما العربية ؟.


البث المباشر

قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي